الجمعة

رسالة ام فايز

GetAttachment.aspx

وجهت والدة الأسير الكويتي في معتقل غوانتانامو فايز الكندري
رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق جورج بوش
خلال زياره كانت له من قبل سنوات، تناشده فيها الافراج عن إبنها المسجون منذ 10 سنوات .

ومتسائله إذا ما كانت ستراه قريبا ؟!

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وفي ما يلي نص الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم

سيادة الرئيس بوش رئيس الولايات المتحدة الأميركية ..

لقد إنتظرنا قدومك بفارغ الصبر، فكنت أنت لنا الأمل الوحيد بعد الله عز وجل في إطلاق سراح أبنائنا وفلذات أكبادنا .. وأنت الذي سيخرجنا من فوضى الأحزان بعد أن فجعها الحرمان !

سيادة الرئيس ..

ها أنت قد خرجت من بيتك تودع زوجتك وبناتك قادماً إلينا ، وأنت لا تعلم من نكون ولا تعرف أبداً هذه الأم التي أسرها الحزن ولا تملك سوى القلم لتبث من خلاله شجونها !
ها أنت تسافر قادم إلينا من بلادك البعيدةه وقد تركت إبنتيك وزوجتك في بيتكم الدافئ وفي مزرعتكم الجميلة !

بينما قلبي قد سافر عنّي منذ 6 سنوات ليعيش هناك ، في أقفاص الحيوانات مع إبني وقرّة عيني في غوانتنامو !

إبني الذي يعيش في زنزانه تشبه إلى حد كبير تلك التي يسكنها حيوانات السيرك !


إبني الذي لا يعرف ليل هناك ، ولا عينا له تنام ، فأضواء الكاشفات التي تسلط عليه وكأنه كائن غريب في صالة عرض يرتدي ملابس برتقالية اللون ، ورجليه ويديه إمتزجتا في سلاسل أصبحت جزءاً من أعضائه ، فاعتاد على وجودها رغم ثقلها وقسوتها !

سيادة الرئيس بوش ..

لعلَك للتّو قد إنتهيت من الاحتفال بأعياد رأس السنة و« الكريسمس » !
وخرجت أنت وزوجتك وأبناؤك إلى مدينــــــة الملاهي للاستمتاع هناك !
بينما عليك أن تتذكر أنك حرمتني وإبني من هذه الاحتفالات !
وجعلتني كطفله بكت في زمن الضحك واللعب !
إحتفل يا سيادة الرئيس أنت وأبناءك ، وليرتدوا الملابس الجديدة !
ولكنني ومنذ أن سَجَنتَ إبني وأنا لا أرتدي إلا السواد !

سيادة الرئيس بوش ..

أخاطبك من منطلق الإنسانية والحريّة والرحمة وحقوق الإنسان أن تشفق على قلبي المكسور وفؤادي المجروح وعيني التي لم تجف دموعها منذ أن سجنتم إبني .
إبني الذي لم تكن تهمته سوى مساعدة الفقراء والمحتاجين !
لقد إشتقت لتقبيله والمسح على رأسه وأن ينام في حضني !

في كل ليلة أتسلل إلى غرفته لأحضن ملابسه لعلّني أشم بعضاً من رائحته العطرة !
أرتّب سريره لعلّه يأتي غداً أو بعد غد !!
منذ 33 عاما كان يوما مشرقا في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة إني حامل !
وإسأل زوجتك لتخبرك عن معنى هذه الكلمة جيداً !

فهي مزيج من الفرح والسرور، وبعد هذه البشرى حملته تسعة أشهر في بطني فرحة سعيدة ، أقوم بصعوبة ، وأنام بصعوبة ، وآكل بصعوبة ، وأتنفس بصعوبة ، لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي له وفرحي بابني !
بل ازداد حبه في قلبي رغم التعب والمشقّة !
إنه قلب الأم يا «سيادة الرئيس» !

إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة وُلِد بها ابني الأول ، وعندما خرج إلى الدنيا إمتزجت دموع صراخه بدموع فرحي ، وأزالت كل آلامي وجراحي !

مرت سنوات من عمره وأنا أحمله في قلبي وأغسله بيدي ، جعلت حجري له فراشاً ، وصدري له غذاء ، سهرت ليلي لينام ، وتعبت نهاري ليرتاح !

ومرت الليالي والأيام حتى اشتدّ ساعده واستقام شبابه ، فأصبحت أحلم بمستقبله الزّاهر وأترقبه وأنتظره على شغف .

حتى جاء ذلك اليوم الذي اختطف فيه جنودك إبني وقيّدوه وحبسوه وعذّبوه !!
وكل ذنبه أنه أراد مساعدة الفقراء وحفر آبار المياه لهم !
فحطَموا أحلامي وأمنياتي ! وسرقوا فرحتي منّي !!
فتقطع قلبي ، وجرت مدامعي ، حزناً على فقدان ولدي وفلذة كبدي .

طال الهجر ، وتباعدت الأيام !
ولا أعلم يا سيادة الرئيس
هل سأرى ابني قريباً ؟؟

أنتظر منك الإجابة

والدة الأسير الكويتي
فايز الكندري

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

إسألي الله وحده لا شريك له ،،،

يا رب العالمين ،، يا من يجيب دعوة المضطرين ،،،

أسألك بإسمك الأعظم الذي إذا سُئلت به أعطيت أن تقر

عين أم فايز بفلذة كبدها ،،

اللهم يا قادر ونعم القادر أنت ،،، اللهم ارحم

ضعفهاورده إليها سالماً غانماً يا كريم يا كريم يا كريم

إرسال تعليق