الجمعة

كلمة أحمد بوادي

إلى الأحرار منا :

إلى من سيخلد التاريخ أسماءكم

وإلى من سيُكتَب بقلم العزة عن بطولاتكم

إلى الذين ذاقوا طعم العز بكأس الحنظل

وإلى الذين حموا الدين وارتموا في سبيله بظلام المعتقل

إلى الذين أخذتهم الغيرة على الأعراض وتحملوا الأكدار

وإلى الذين نالوا شرف الكرامة برفضهم الاستعمار

إلى من رفض خيار الغدر ثمنا لحريته

إليكم :

يا من أفنيتم أعماركم وبذلتم أموالكم وضحيتم بحياتكم وجعلتموها رخيصة لحماية دينكم وإخوانكم .

يا من قبلتم الموت من أجل أن نحيا ، وجعتم من أجل أن نشبع ، وعريتم من أجل أن نكسى .

يا من قاسيتم الضيق والآلام ودماؤكم مهدورة ، وحقوقكم مهضومة ، والسيوف على رقابكم مسلولة .

يا أصحاب الأنين المكبوت داخل الصدور .

يا أهل الإيمان والتوحيد .

أقول لكم :

معذرة إليكم، فما تمكن أعداء الإسلام منكم إلا يوم أن خذلانكم، وتركنا الجلادين بالسياط يضربون جلودكم

وأخذنا ننظر إليكم على شاشات التلفاز والسلاسل تثقلكم ، ونذرف الدموع من العين رأفة على حالكم _ وفاصل ونعود بعد الإعلان _ وحينئذ نكون قد نسيناكم .

لم تجدوا منا إلا دفاعا على استحياء عنكم أو مطالبة لفك أسركم رفعا للحرج .

لو تعلموا إخواني في ( غوانتانامو ) ماذا فعل دعاتنا عندما أسر أهل العراق اثنان من الإفرنج ؟؟!!! .

فلقد بذل بعضهم في فك أسرهم ما لم يبذله المسلمون كافة في فك مئات الأسرى منكم في معتقلاتكم .

لقد انشغل العالم بأسره لأجلهم ، ووظف بعض دعاة المسلمين من الإصلاحيين زعموا للدفاع عنهم وفي بيان حقوقهم ، وأصبحنا نراهم كالزرافات يتدافعون لنيل الشرف للدفاع عن أسراهم وعن مكانة دولتهم ، ودولهم _التي استعمرت بلاد المسلمين وخلعت الحجاب عن الشريفات العفيفات في بلادهم _ لم يهنأ بالهم ولم يذوقوا طعم العيش بدونهم حتى فكوا أسرهم .

وكلما رأينا شيخا قلنا هذا فلان ؟؟!!! وذاك فلان ؟؟!!! خرج ليدافع عن أسرى الكافرين ، وانتظرنا ولو ربع هؤلاء أو خمس حماسهم لتخليص أسرانا فلم نجد لهم حسا .

بل قرأنا ممن ينتسبون إلى أهل السنة وهم فرقة ضالة تسمى الجامية ومرجئة العصر التلفية عندما سمعوا أن بأسرى غوانتانامو من يريد الانتحار زعموا أو ظنوا ولم يتيقنوا فرحوا وقالوا انظروا إلى هؤلاء الخوارج قبحهم الله يريدون الانتحار ؟؟!!! .

أخواني اصبروا لا تحزنوا ، فأنتم الأحرار ونحن العبيد .

أنتم من طلب معالي الأمور ، ونحن من يعيش في سفا سفها .

وكمال العز والبعد عن الإذلال لا يكون إلا بمقارعة الأعداء .

فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدى.

فمن كان يطمح في الصعود إلى السماء لا بد وأن يضع قدميه فوق رؤوس من يخلد إلى الأرض .

فهنيئا لكم العزة والكرامة ، وسيخلد التاريخ بطولاتكم وسيكتب بقلم الغدر خيانة من خذلكم .

لقد عرفتم أيها الصادقون حقيقة حياتكم ، فلم تقبلوا إلا بجنة ملاطها المسك الأدفر، وحصباؤها اللؤلؤ والمرجان .

وما أنتم فيه الآن إنما هو الابتلاء والامتحان من الله .

وما أنتم فيه من بلاء ، لا بد والله أن يزول .

ولكن تقدير البلاء باستعجال مدته لا ينفع . فلها وقت معلوم عند الله ونهاية محتومة فما عليكم إلا الصبر والدعاء بالفرج من الله فاختيار الله عز وجل للعبد المؤمن خير من اختياره لنفسه .

وقد قيل أن رجلا سأل الله الجهاد فهتف به هاتف إنك إن غزوت أسرت وإن أسرت تنصرت.

فاحمدوا الله إخواني على ما أنتم فيه، فالمؤمن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء فصبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له.

ولا تحزنوا :

فإن ما هدمه الاحتلال في أفغانستان سيعيد بناؤه أهل الإيمان .

والقتلى من المجاهدين شهداء إن شاء الله عند رب العالمين .

والأسرى منكم أبطال أعزاء صادقين .

والخزي والعار على القاعدين والمتخلفين .

وزيادة في التدقيق والتفصيل للمتخاذلين ولمن غدر بأهل الجهاد والدين .

فلا تيأسوا أو تسأموا فأنت الأحرار ونحن العبيد .

فلا تظنوا أن جراحكم وطول مكثكم آلام مستمرة فهي سرعان ما تزول عند أول لحظة من خروجكم ،

بإذن رب العالمين .

وستستمر جراح المتباكين على اعتقالكم ، وسيبقى الخزي والعار على من خذلكم .

وسيكتب التاريخ جريمة من تآمر على اعتقالكم، ومن والى وناصر أعداءكم.

وستفرحوا بنصر الله وسيخزى الله من ظلمكم ومن تآمر عليكم ، ومن تظاهر بنصرتكم ومن قام على تسليم رقابكم .

(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)

0 التعليقات:

إرسال تعليق